الدكتورة سعاد صالح على سبيل المثال صالت وجالت في إعلام الحكومة الموجه أمنيا ، واعتبرت أن قضية النقاب هي أزمة الأمة الكبرى وتحدثت في صحف وقنوات تليفزيونية رسمية بعنف مثير ، وكان ملاحظا عليها غياب سمت أهل العلم وحكمتهم وعقلهم .
فقد جرى "أدب" العلم وأخلاقياته أن يحترم الفقيه اجتهادات الآخرين ، خاصة إذا ما كان يعلم يقينا أن في المسألة أكثر من وجه وأكثر من فتوى ، وأن علماء كبار وأئمة لهم اجتهادهم المخالف في المسألة ، الدكتورة سعاد هاجمت النقاب بعنف وأفتت بأنه ليس واجبا ولا سنة ولا حتى مستحب ، ليس فقط ، وإنما هو عادة جاهلية ، وبالتالي فالمرأة المصرية المنتقبة تثير اشمئزازها حسب قولها ، وهي إهانة توجهها امرأة يفترض أنها تنتسب إلى العلم الشرعي ولو بنسب سطحي ، إلى ملايين المواطنات المصريات اللاتي يرتدين النقاب ، لقناعة دينية ، تخالفها أو توافقها ، إلا أنك في النهاية لا بد من أن تحترم اختيارات الآخرين طالما أن لها ما يؤكدها من اجتهادات علمية إسلامية كبيرة
فقد جرى "أدب" العلم وأخلاقياته أن يحترم الفقيه اجتهادات الآخرين ، خاصة إذا ما كان يعلم يقينا أن في المسألة أكثر من وجه وأكثر من فتوى ، وأن علماء كبار وأئمة لهم اجتهادهم المخالف في المسألة ، الدكتورة سعاد هاجمت النقاب بعنف وأفتت بأنه ليس واجبا ولا سنة ولا حتى مستحب ، ليس فقط ، وإنما هو عادة جاهلية ، وبالتالي فالمرأة المصرية المنتقبة تثير اشمئزازها حسب قولها ، وهي إهانة توجهها امرأة يفترض أنها تنتسب إلى العلم الشرعي ولو بنسب سطحي ، إلى ملايين المواطنات المصريات اللاتي يرتدين النقاب ، لقناعة دينية ، تخالفها أو توافقها ، إلا أنك في النهاية لا بد من أن تحترم اختيارات الآخرين طالما أن لها ما يؤكدها من اجتهادات علمية إسلامية كبيرة
سعاد صالح لم تتواضع في كلامها ـ رغم أن قدراتها العلمية شديدة التواضع ـ ولم تطرح المسألة باعتبار أنها خلافية بين أهل العلم وأنها ترجح كذا وكذا ، وإنما اعتبرت نفسها تملك حق الاجتهاد المطلق ، فمحت كل رأي آخر واعتبرته دعما للجاهلية ، رغم أن القائلين به علماء في القديم والحديث من الأزهر وغيره داخل مصر وخارجها لا ترقى الدكتورة سعاد لأن تكون مجرد تلميذة لهم ، ولكنه الهوس بالإعلام ، وهي من بيت ألف الشغف به كمهنة ، والبحث الدائم عن الشهرة والصدمات ، وكان يمكن بسهولة أن تحصل الدكتورة سعاد على عشرات الكتب والمجلدات المتوافرة بالمكتبات الآن جامعة لآراء أهل العلم في القديم والحديث عن وجوب النقاب ، فضلا عن التزام نساء الصحابة به ، وليس فقط أمهات المؤمنين ، وهي جهود تحملك على احترام الرأي الآخر وإدراك عمقه ورصانته حتى ولو اختلفت معه في النهاية
توظف سعاد صالح قلمها وصوتها لدعم إجراءات القمع والإهانة والحرمان ضد فتيات بريئات ، وتتبنى الهجوم على النقاب وكأنه القضية الوطنية لمصر الآن ، وكان أولى بها أن تنتصر للبسطاء ، وتدافع عن حق عشرات الآلاف من الفتيات الجامعيات في "حقوق المواطنة" حتى لو كان رأيها العلمي لا يرى الحجاب واجبا أو سنة ، ولكن مثل الدكتورة سعاد يكثرون في الغنم ، ويختفون في الغرم ، عندما يكون الأمر فيه وجاهة وحضور إعلامي رسمي ودعم الدولة تجد فروسيتهم ظاهرة ، وأصواتهم عالية ويتبخترون في الفضائيات الحكومية وصحف الحزب الوطني ولجنة السياسات ، أما عندما يكون في الموقف العلمي أو الديني أعباء أخلاقية ووطنية وإنسانية وبعض التضحية ، تجدهم "فص ملح وذاب" ، ولذلك لا يحترم الناس في بلادنا مثل هذه الأصوات المتمسحة بالعلم والأزهر ، لأنهم يدركون أنهم مجرد "غطاء ديني" للجهاز الأمني والسياسة القمعية في الدولة